ترامب يشن هجوما عنيفا على الأمم المتحدة وغوتيريش يرد

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة لمنظمة الأمم المتحدة، مصرحا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن السلام الذي تحقق خلال فترته الرئاسية الأولى "انهار"، مفسحا المجال أمام "أعظم الأزمات".

وقال ترامب: "لقد مرت ست سنوات منذ أن وقفت آخر مرة في هذه القاعة العظيمة مخاطبا عالما كان مزدهرا وسلميا خلال فترتي الأولى. منذ ذلك اليوم، دمرت أسلحة الحرب السلام الذي أقمته في قارتين، مما أدى إلى أن تحل محل عصر الهدوء والاستقرار واحدة من أعظم حقب الأزمات في عصرنا".

واتهم الرئيس الأمريكي في خطابه، الأمم المتحدة بعدم العمل على تسوية النزاعات العالمية. وقال ترامب: "لقد أدركت أن الأمم المتحدة لم تكن معنا. ببساطة لم تكن موجودة".

كما أعرب عن اعتقاده بأن لدى الأمم المتحدة "إمكانات هائلة"، لكن المنظمة لا تستغلها "حتى عن بعد"، بما في ذلك في مسائل حل النزاعات.

وقال: "الأمم المتحدة لديها إمكانات هائلة حقا، لطالما قلت ذلك. على الأقل الآن. يبدو أن الكلمات لا تزال أقوى من الأفعال، حتى الآن شيء ما - مجرد كلمات فارغة، والكلمات الفارغة لا توقف حربا. الشيء الوحيد الذي سيسمح بذلك هو الأفعال".

وتساءل الرئيس الأمريكي الذي تدعم بلاده الكيان الصهيوني عسكريا وسياسيا واقتصاديا في حرب الابادة ضد الفلسطينيين، من على منبر الجمعية عن معنى وجود هذه الهيئة، مشيرا إلى أن المنظمة العالمية لا تدعم جهوده لتحقيق السلام.

وأضاف ترامب: "كنت مشغولا جدا في العمل على إنقاذ حياة الملايين وإنهاء الحروب. لكني أدركت لاحقا أن الأمم المتحدة لا تساعدنا.. إذا كان الأمر كذلك، فما فائدة الأمم المتحدة؟".

وفي رد غير مباشرة، قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال انطلاق أعمال الجمعية العامة إن المنظمة الأممية بوصلة أخلاقية وقوة لحفظ السلام وحراسة القانون الدولي.

وأضاف غوتيريش أن ركائز السلام والتقدم تنهار تحت وطأة الإفلات من العقاب في اشارة إلى الكيان الصهيوني الذي تدعمه الولايات المتحدة جهارا نهارا.

وتابع قائلا: "نرى دولا عبر العالم تتصرف وكأن قواعد القانون الدولي لا تنطبق عليها"، مشددا على أن الإفلات من العقاب أساس الفوضى.

وصرح الأمين العام بأن قادة العالم قبل 80 عاما أقدموا على اختيار التعاون مقابل الفوضى، والقانون بدلا من غيابه، والسلام بدلا من الصراع، وأن هذا الخيار نتج عنه ميلاد الأمم المتحدة.

وأوضح أن الأمم المتحدة ليست فقط مكانا للالتقاء، لكنها بوصلة أخلاقية وقوة للسلام وحفظه وحامية للقانون الدولي ومحفز للتنمية المستدامة وشريان حياة للناس في الأزمات ومنارة لحقوق الإنسان.

وتحدث الأمين العام عن تحديات العصر الحالي، وتساءل عن "طبيعة العالم الذي سنختاره"، حيث قال "إن العالم يصبح أكثر فأكثر متعدد الأقطاب وقد يكون ذلك أمرا إيجابيا يعكس ساحة دولية أكثر تنوعا، ولكن تعددية الأقطاب بدون مؤسسات فعالة متعددة الأطراف تؤدي إلى الفوضى".

وأكد على الأهمية القصوى للتعاون الدولي، مشيرا إلى أن الخيارات التي يواجهها العالم اليوم ليست جزءا من نقاش أيدلوجي ولكنها مسألة حياة أو موت للملايين.

وعقب كلمته في الجمعية العامة، نشر أمين عام الأمم المتحدة تدوينة على منصة "إكس" وجهها إلى قادة العالم المشاركين في الجمعية العامة.

وقال غوتيريش: "رسالتي إلى قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مهما كانت التحديات أو الظروف، علينا أن نتغلب عليها وسنفعل ذلك".

وأضاف: "علينا ألا نستسلم أبدا، من أجل السلام، من أجل الكرامة، من أجل العدالة، من أجل الإنسانية، من أجل العالم الذي نعلم أنه ممكن عندما نعمل معا، لن أستسلم أبدا".

من نفس القسم تعـاون دولـي