ألهذا ينتخب النوّاب في الجزائر ؟؟!

الجزائر / نهال.ش من المعروف والمنطقي والأصحّ والواجب، أن يَنتخب المواطن، من يراه مناسبا لتمثيله، والدّفاع عن مطالبه المشروعة، وحمايته حتّى .. أمام المسؤولين .. ليطلق على ذلك الشّخص نائب لأنّه ينوب عن الذي رشّحه وزكّاه لأن يصير : برلمانيا، لا تهمّ التشكيلة السياسية التي يتنمي إليها، أو التيار الذي جاء منه، ولا إيديولجيته، بقدر ما سيحقّقه لشعب زكّاه ليصل إلى رتبة ممثّل في مبنى زيغود يوسف، أو المجلس الشعبي الوطني، أو حتى الغرفة السّفلى ومجلس الشّعب. لكنّ ما يحصل في أغلب الدّول، غير الذي يحصل في الجزائر، أو بالأحرى برلمان الجزائر !!! كلمة برلمان حتى يعلم من لا يعلم، مشتقّة من لغة فولتر أي الفرنسية : parler، أي تكلّم، ويعني به الحوار والنقاش، ثم هنا العكس صحيح : الجميع يعلم أنّ النقاش في المحيط الذي يُمثَّل فيه الشعب، لم يخرج في غالب الأحيان عن دائرة التنابز بالألقاب تارة، والسباب والشتم تارة أخرى، إلى نقاش عقيم "لا ساس لا راس" له كما يحلو للشعب أن يقول، ثمّ لمن لا يعلم أيضا نُصّب البرلمان لأن يكون له ثلاث مهام : التشريع والرقابة على أعمال الحكومة وتمثيل الشعب أمام الحكومة، وهنا نفس المعادلة تنطبق على بعض من النواب وحتّى اللّجان، التي صرّحت في الكثير من المرّات أنّ لا صلاحية لها، عندما ألغيت بعض النّقاط المهمّة في مضامين ومشاريع القوانين، أمّا الرقابة بالنسبة للبعض، هي أن تنتقد وفقط .. ثمّ تمثيل الشعّب، هنا حدّث ولا حرج : ملفّات وملفّات نسج عليها وبداخلها العنكبوت أشكالا وألوانا من الخيوط، وقضايا لا تزال عالقة منذ أزمنة خلت .. فأين الخلل يا ترى ؟؟ أمّا بيت القصيد، والأدهى والأمر، قضية أثارت جدلا واسعا خلال الأيام والشهور الماضية، القضيّة الأخطر، التي مرّ عليها الكثير مرور الكرام، نوّاب، انتخبوا كما ذكر سابقا، ودخلوا بابا، الحوار شعارها .. لكن بعضهم، زجّ كما ذكرت تقارير إعلامية، عن مصادر مطّلعة، بعض من المواطنين إلى الشارع، تحت غطاء المطالبة بالحقوق ، كما عمِد آخرون على تحريض فئات عمالية، في قطاعات حسّاسة، لخلق سيناريو من الفوضى، في الشارع والمؤسسات، ألهذا انتخب هؤلاء؟؟!  فمقال تقرير صحفي يحمل عنوان : برلماني وراء الإحتجاج أو الفوضى أو غيرها من المصطلحات التي تدخل في هذه الدائرة، خطيرة إن كان الكثير لا يعلم، فالنائب الذي يحرّض على الخروج للشارع، هو نفسه الذي عجز في الدّفاع عن حقوق الشعب، وهو الأقرب صوتا إلى الحكومة ... ثمّ ماذا ؟ يخفي ولا يسمع له صوتا، تاركا وراءه أصواتا مبحوحة، لوحدها وسط أخذ وجذب مع مسؤولي الحكومة، وهو (الشعب والمواطن) كان قد وضع ثقته فيه ( النائب )، ليكون مدافعا عن حقوقه ومطالبه ومصالحه. وبين هذا وذاك، يرى متتبعون، أنّ العهدة البرلمانية الحالية أسوء من سابقتها الأسوء، كما وصفها الكثير والكثير من قبل، وإن لم يمرّ على انتخاب النواب 8 أشهر بالتمام، فالحكمة تقول : العام لي يروح خير من اللّي يجي !! – مثل جزائري- .    

من نفس القسم - صحة وعلوم -